حديث مع الذات – المدينة الفاضلة

في المدينة الفاضلة كانت القوانين تطبق على الكبير قبل الصغير، وكانت المعاملات تحسم وترجع الحقوق لأصحابها، أما في مدننا الفاضلة فهي أن يقدم حق القوي على الضعيف، ومن لديه معرفة على من هو الأحق في الطلب أو في تولي المسؤولية ، هنا تطبق القوانين على من يريد القانون فرض نفسه عليه لا من تجاوزه وأخل به ، وفي وقت الأخطاء يلجئ للإحالة دائماً إلى الآخر والإنعزال من المسؤولية الذاتية إلى الآخرين ، يراد لك أن تطيع فقط وحينما تريد أن تطاع لا تنجذب الألسن والأعين لحديثك أو لطلبك وترد بطلب واحد من تكون ومن أي عرق أنت؟ ولو ما خاطبك السامعون بألسنتهم لرأيت الأعين ترسل من شررها نفس تلك الأسئلة التي دوت بها الألسن ، ولو لامست معاناتك هذه السطور فأنت في النهاية تحتاج أسترجاع المدينة الفاضلة ومن كان يسكنها أو أن يهدون من رحيل ذكراهم قليلاً من الأخلاق حتى يكتسيها من تعروا من رداء الفضيلة ، أهلا بكم في مدينة فاضلة وقد تكون أكثر من مدينة مزيفة ، هجرها ساكنوها بعدما ركزوا على تحسين الخَلّق ونسوا تحسين الخُلُق
موضوع متميز