براءة
(1)
أُقَبِّلُ عطرَ الزهورِ الأخيرَ
فتغزوه رائحةٌ من عطَنْ
ألملمُ ضوءَ النجومِ الفقيرَ
فينسلُّ من راحتِي كالزمَنْ
و تجتاحني الذكريات قَتامَا
لقد مرّ – يا حزنُ – خمسون عامَا
و آن انتحارُ الزهورِ
ارتحالُ النجومِ
عن البلد الـمُرتَهَنْ
لأنّ النجوم تهاجِر حين
يصير ثرى الأرض ذكرى وطَنْ
***********
(2)
تُقَبِّلُ أبناءها النائمينَ
وعند فراش أخيهم تقِفْ
تُمَسِّد خصلاته النافراتِ
وعزمًا بنور الجبين يَرِفْ
تنفسَ – منذ تنفسَ – نارَا
تعلّمَ كيف يكون انفجارَا
و حين تعلم في الدرس: ماتَ
أضاف إلى مبتداها الألِفْ
تنام و تحضِن بردَ الفراش
وذكراه في قلبها ترتجِفْ
***********
(3)
لنا موعدٌ بعد وقتٍ قليلْ
لكي نقرأَ القدرَ المستحيلْ
..
و يمضي الرفاقُ
ولكنّ قلبي يفور كعاصفةٍ من صهيلْ
فأكْسِرُ كلّ قيود
(انتظرْ)
و أهربُ.. أعدو ورائي.. أفِرْ
خيوط الدخَان تطير بروحي
إلى وجهِ أمي الحزين النحيلْ
فتُبهتُ.. تهمسُ باسمـيَ
تبكي
تُزغردُ دمعتُها إذْ تسيلْ
***********
(…)
تنفّسَ – منذ تنفسَ – نارَا
تعلّمَ كيف يكون انفجارَا
و حين تناثرَ
حين تقاطرَ
لم يبقَ إلا الجحيمُ النَّزِقْ
تنام و تحضِن بردَ الفراش
وذكراه في قلبها تحترِقْ
***********
نٌشِرت في صحيفة آفاق عربية
السلام عليكم
كلمات تحمل الكثير في ثناياها
شكرا على مشاركتنا هذه الآهات أخي
رائعة.
لقد مرّ – يا حزنُ – ستون عاماً
كلمات رائعة جداً
تحمل معاني جميلة معبرة ……….تحمل في طياتها الم كل فلسطيني
تمناياتي لك بالتوفيق والنجاح دائماً
اختكم ماسة فلسطين